• “البحرينية للحوار” تستضيف الحائز على جائزة نوبل للسلام السيد كايلاش ساتيارثي

    المنامة – المؤسسة البحرينية للحوار:

    استضافت المؤسسة البحرينية للحوار الناشط الحقوقي الهندي في مجال حقوق الأطفال السيد كايلاش ساتيارثي الحائز على جائزة نوبل للسلام في جلسة حوارية أدارها السيد سهيل بن غازي القصيبي رئيس المؤسسة تحت عنوان (القيادة الرحيمة مفتاح المستقبل) وذلك مساء يوم السبت الماضي بتاريخ 5 نوفمبر 2022م في فندق موفنبيك.

    وفي بداية الحوار تحدث السيد ساتيارثي عن حياته المهنية وعن تجربته في إنشاء مجلته التي أسسها لحماية الأطفال ودعم حقوق الإنسان والتي سرعان ما حظيت بانتشار واسع النطاق.

    وأشار السيد ساتيارثي أن مسيرته الحقوقية بدأت في العام 1980م بعد تعرفه على الطفلة (سابو) التي أراد بعض سماسرة الدعارة شراءها من والدها لاستغلالها في بيوت الدعارة، فعمل على إنقاذها وتحريرها من هذا الاستغلال اللاأخلاقي إلى جانب 36 طفلاً آخر، فقام بتحريرهم وتربيتهم وتعليمهم في بيئة توفر لهم الحياة الكريمة.

    وأضاف السيد ساتيارثي أنه فخور بأنه استطاع انتشال الطفلة (سابو) من تلك البيئة حتى كبرت في ظروف طبيعية، وأنه حضر حفل زفافها. معربًا عن اعتزازه بأن الأطفال الستة وثلاثون الآخرون كبروا وحصلوا على شهادات جامعية وهم يعملون الآن محامين ومعلمين ومهندسين.

    وقال: “يجب أن نحافظ دائمًا على نقاء قلوبنا وضمائرنا ليمدنا الله سبحانه بالعون والقوة والتوفيق”. مؤكدًا أهمية توفير التربية والتعليم للأطفال حول العالم، لافتًا في الوقت نفسه إلى ضرورة تعليم الأطفال المسؤولية الاجتماعية وروح مساعدة الآخرين.

    ورأى السيد ساتيارثي أن تخليص العالم من استغلال الأطفال مسؤولية كل شخص على هذه الأرض من خلال تحمل المسؤولية وإعلاء قيم الاحترام والمحبة والتكافل الاجتماعي. مضيفًا: “يجب أن نبدأ بأطفالنا ونعلمهم كيف يصبحون قادة. كما يجب أن يكون لدينا تواصل أفضل بين بعضنا البعض بدلاً من التحدث إلى أطراف خارجية حول مشاكلنا”.

    وتابع: “يجب علينا جميعًا أن نعيش ونساعد بعضنا البعض في هذا العالم بغض النظر عن الدين، فنحن جميعًا بشر”.

    وأكد السيد ساتيارثي أن مكافحة عمالة الأطفال إحدى وسائل تحقيق الرخاء، وأن استمرارها بدون القضاء عليها يديم قضايا الفقر والبطالة والأمية والنمو السكاني والمشاكل الاجتماعية الأخرى.

    وفي ختام الجلسة الحوارية، أعرب السيد سهيل القصيبي رئيس المؤسسة البحرينية للحوار عن اعتزازه باستضافة هذه الشخصية الملهمة، مشيدًا بدوره الرائد في مجال حماية الأطفال من سوء الاستغلال، متمنيًا له دوام التوفيق والنجاح في مهمته النبيلة لخدمة البشرية.

    والجدير بالذكر أن السيد كايلاش ساتيارثي كان ناشطًا في الحركة الهندية ضد عمالة الأطفال. وأنشأ منظمة (أنقذوا حركة الطفولة الحقوقية)، وركزت هذه المنظمة على محاربة عمالة الأطفال والقصر، والمطالبة بحقهم في التعليم عام 1980م، وساعدت على تحرير أكثر من 100 ألف طفل من مختلف أشكال العبودية، وساعدت في إعادة اندماجهم في المجتمع وتأهيلهم وتعليمهم.

    وشارك ساتيارثي في العديد من الحملات في جميع أنحاء العالم حول القضايا الاجتماعية المتعلقة بالأطفال، كما شارك في المسيرة العالمية ضد عمالة الأطفال، وأيضًا المركز الدولي لعمالة الأطفال والتعليم (ICCLE) وهو تجمع وائتلافات عالمية من المنظمات غير الحكومية والمعلمين والنقابيين، ويشغل ساتيارثي منصب رئيس الحملة العالمية من أجل التعليم (GCE) وهي حركة مجتمع مدني تسعى لإنهاء أزمة التعليم في العالم.

    كما يعود الفضل إلى ساتيارثي في تأسيس منظمة GoodWeave الدولية لتكون أول تنظيم للعمل التطوعي ورصد وتوثيق أنظمة تصنيع النسيج بدون استخدام عمالة الأطفال في جنوب آسيا والتي امتدت فيما بعد لتقوم بحملات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا مع بدايات التسعينات بقصد رفع وعي المستهلك للمسائل المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات العالمية فيما يتعلق بالاستهلاك والتجارة، وقد خلقت مجهودات هذه المبادرات تأثيرًا ونجاحًا وأثرًا مضاعفًا عبر سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية.

    وقد كان لديه أيضًا دور في ربط الحركة ضد عمالة الأطفال مع الجهود المبذولة لتحقيق «التعليم للجميع»، وقد كان عضوًا في هيئة اليونسكو التي أنشئت لدراسة هذا الغرض، وكان في مجلس إدارة مبادرة المسار السريع والمعروفة الآن بالحملة العالمية من أجل التعليم، ويرجع الفضل لمجهودات السيد كايلاش ساتيارثي في سن وإقرار عدد من التشريعات والمعاهدات والاتفاقيات الوطنية والدولية في هذا المجال.